٢:١٩ ص

العولمة في غياب المضمون


طبعا موضوع العولمة ده قتل نقاشا ولكن المؤسف في الموضوع ان الكثير الي الان غير ملم بأبعاد الموضوع وخطورته
يمكن بسبب استخدام الكتاب والمفكرين مصطلحات معقده بعض الشيء
ويمكن لانبهار الاجيال الجديده بالثقافه الوارده والفرق الحضاري الشاسع بين ثقافتين او حضارتين
فضلت نتكلم في المقال ده عن العولمة والهويه الثقافيه بشكل بسيط وسهل ونلقي الضوء علي خطورة الموقف ان لم نتنبه لذلك
وقبل الخوض في اي حديث يجب ان نعرف اشياء ثلاث اساسيه وهي :
معني العولمة
ماهي الهوية
وتعريف الثقافه
ومن ثم الربط بينهم ومعرفة طبيعة العلاقة بينهم
العولمة :
هناك العديد والعديد من المفاهيم للعولمة كل مجال من وجهة نظره هناك مفهوم من الوجهه الساسيه والاجتماعيه والثقافيه والاقتصاديه ...الخ
لكن يمكن تعريفها بشكل بسيط جدا بانها :
" هي مجموعة التطورات والمستجدات التي تهدف بقصد او بدون قصد لدمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد "
الهوية :
"هي مجموعة السمات المميزة للشيء والتي تجعله هو هو بحيث يمكن تميزه عن غيره من الاشياء "
الثقافه :
"هي ذلك الكل المركب الذي توصل اليه الانسان بيده او بعقله في ماضيه او حاضره "
الهوية الثقافية :
"هي مجموع السمات المميزة للأمة مما يحفظ لها شخصيتها عبر العصور "
ومن التوضيح السابق نجد ان الهوية تعني التميز والذي عكسه التنميط والقولبه
والهوية الثقافيه لاي مجتمع هي التي تميزه عن غيره من المجتمعات وتحفظ شخصيته مثل لغته وتاريخه وعاداته وتقاليده وقيمه الاجتماعيه والدينيه وثقافته ....الخ
واي ثقافه لها محتوي يتكون من ثلاث :
1- عموميات : وهي مايشترك فيها جميع افراد المجتمع مثل اللغه والعادات والتقاليد .. الخ وهذه العموميات هي الاساس العام لثقافة اي مجتمع
2- خصوصيات : وهي يشترك فيها مجموعه معينه من افراد المجتمع دون غيرهم وهي نوعان :
أ- خصوصيات مهنية : وهي يستلزم لممارستها مهارات فنية خاصه دون اعتبار لاصحاب هذه المهارات , لان فئات الناس هنا متغيرة مثل ممارسي الطب والهندسه و غيرها
ب- خصوصيات طبقية : وهي توجد بين ابناء الطبقة الواحدة , وغالبا يصعب الانتقال بينها نظرا لتحكم صفة الطبقية في المجتمعات
3- متغيرات : هي عناصر ثقافيه لاتنتمي للعموميات ولا الخصوصيات هي حديثه اما لانها مبتكرة نتيجة الظروف او انها نتيجة غزو ثقافي او نتيجة اتصال بين ثقافتين .
ويتحكم في مدي بقائها دقة قيامها بوظائفها ومدي كفائتها في دورها , وهي تظل متغيرات حتي تستقر وتصبح اما من العموميات او الخصوصيات .
طب كل الكلام اللي فات ده جميل فين المشكله !!
المشكله هنا في مواجهة الهوية الثقافيه للعولمة وخصوصا في الدول الفقيرة والناميه والتي ننتمي اليها
لانه مستحيل اتحاد الهويات القومية لعمل هوية عالمية , والصعوبة هنا تكمن في التناقضات الكبيرة بين هوية كل قومية وغيرها
وبالتالي ينتج عن العولمة وانفتاح الثقافات علي بعضها ثلاث احتمالات :
الاول : التصادم والصراع :
اي صراع الهوية القومية ضد العولمة في تثبيتها وعدم طغيان الثقافات الاخري عليها وخصوصا التي تمتلك تراثا ثقافيا تضرب جذوره في اعماق التاريخ .
الثاني : الاكتساح والانسحاق :
ويقصد به تفكك وضياع الهوية الثقافية للدولة الاضعف امام المد العولمي الشديد , حيث انها صورة من صور هيمنة الاقوي علي الاضعف ومن هنا ظهرت "التفتتية الثقافية " والتي من مظاهرها :
- الغزو الثقافي لاذابة الثقافات الاخري
- الاتفاقات الدولية المجحفة للدول النامية ولمصلحة الدول الكبري مثل اتفاقية الجات مثلا
- الشركات العملاقة عابرة القارات وسيطرتها الاقتصادية
- التحكم في البث الاعلامي والاقمار الصناعية
ووهذا علي سبيل المثال لا الحصر
الثالث: الحوار والتفاعل :
حيث تقبل كل طرف للاخر مما يؤدي لوجود نوع من التفاعل وتسمي هذه الحالة بـ " العولمة الديموقراطية"
ولتحقيق هذا الاحتمال يجب ايجاد نظام عالمي اكثر عدلا يكون العالم الثالث طرف مشارك فيه
وبالطبع الاحتمال الثاني هو الاكثر واقعية وحدوث
بمعني ان الواقع الحادث الان هو طمس لثقافتنا بشكل مقصود او غير مقصود
اي مجتمع اذا طمست هويته اصبح بلا مضمون بلاشكل بلا اي تميز بلا ثقافة خاصة به
ويمكن بكل سهولة ان نلاحظ مظاهر هيمنة الثقافة الغربية بما انها الاقوي ( وخصوصا الثقافة الامريكية ) من خلال وسائل الاعلام وخصوصا الاعلانات التي تبث افكار غريبة علي المجتمعات العربية والاسلامية وتقبلها بمنتهي السهولة بداعي التحضر والتقدم
فالتقدم الذي يسعي اليه تقدم ظاهري دون اي مضمون ايجابي .
*فمن مخاطر العولمة التي يجب ان نضعها امامنا ونعيها تماما :
- تراجع اللغة العربية في مقابل اللغات الاخري . ومن اكبر اسباب تراجعها ان اللغه الاساسية لاستخدام الانترنت هي اللغه الانجليزية واستخدام اغلب الشباب العربي هذه الخدمة باللغة الانجليزية دون العربية اضافة الي ذلك انتشار مدارس اللغات والاعلانات التي تعتمد علي اللغه الانجليزية حتي التعليم العملي في الجامعات يعتمد علي اللغه الانجليزية وليس العربية
وكل هذه المظاهر ادت الي النظرة الدونية للغة العربية وانتقاص قيمتها ليس في المجتمعات الغربية بل في المجتمعات العربية نفسها !!
- زيادة الشعور بالاغتراب . حيث يعيش ابناء المجتمع ثقافتين متعارضتين في وقت واحد مما يؤدي لاغتراب ثقافي ناتج عن " استعمار للفكر والوجدان " وهذا له اثاره السلبية مثل تشويه العقيدة والتذمر والفوضي والاحساس بالدونية .
- إضعاف الانتماء الوطني . حيث يري الكل الدولة العظمي الاقوي سياسيا وثقافيا وحضاريا واقتصاديا حتي اصبحت هي الحلم الذي يسعي اليه الجميع حتي اصبحت العولمة هي الأمركة فرأينا الكثير من الشباب يرتدون العلم الامريكي علي الملابس واغطية الراس , وانتشار ثقافة الوجبات السريعة خصوصا لشركات امريكة حتي سميت هذه الظاهرة بالكنتكة والكوكلة والجكسنة (نسبة لمايكل جاكسون )
كما ان العولمة نجحت في التغلب علي سيادة الدوله عن طريق الشركات عابرة القارات وفرض ارادتها التي قد تعلي علي ارادة الدولة نفسها وساعد في ذلك دخول رجال الاعمال ودفاعهم عن مصالحهم الفردية بصرف النظر عن مصالح المجتمع نفسه .
- تنامي العنف والتطرف وتهديد امن المجتمع . وذلك عن طريق :
*صناعة الفيديو والسينما والبرامج الالكترونية وخاصة التسلية منها
*تحويل النت من وسيلة اتصال الي اداة للجريمة علي يد بعض المحترفين
*تطور التكنولوجيا وبالتالي توفير العمالة وزيادة البطالة والعنف والتطرف
- تنمية النزعة الاستهلاكية وشراء السلع . وتستخدمها الدول الكبري للقضاء علي القدرة الانتاجية للدول النامية ويتضح ذلك جليا في سلوك الافراد في شراء سلع ليس لها اهمية ولا استخدام , ونتج عن ذلك الرغبة في الربح السريح بأقل مجهود والتهرب الضريبي والغش والنصب .
- التسطيح الفكري والقضاء علي الابداع . حيث تعمل العولمة علي التنميط وهي كارثة فنجد التكنولوجيا تعمل علي توفير السلع المادية والقافية جاهزة مما يؤدي لتعطيل العقل عن الابداع وتحويله لعقل مجرد يعتمد علي التلقين .
- تزايد حدة الفروق الطبقية . حيث الفوارق الكبيرة فظهرت المجتمعات المنتجة والمهمشه , الانسان السوبر والمسترخص , الغني الفاحش والفقير المدقع . ولاشك ان تزايد حدة هذه الفوارق تهدد الامن الاجتماعي .
- الترويج لانماط معينة الاجتماعية والاسرية والجنسية . حيث تسعي العولمة بفرض قيم علي انها قيم عالمية , فهي تسعي الي تهميش الثقافات المحلية والقضاء عليها من خلال عمليات التجنيس الثقافي .
بالفعل نحن في ازمة ان لم نعي جيدا ونحاول التمسك بثقافتنا مع التطلع الي الحداثه في نفس الوقت لنواكب التطورات فالعالم يشهد سهولة انسياب المواد الاتصالية والمعرفية بشكل لا يعرف حدود او حواجز وانتهي عهد استقلال نظم المعلومات عن نظم الاتصال .
ولمواجة الموقف يجب التأكيد علي الهوية العربية الاسلامية مع الانفتاح علي الثقافات الاخري بحيث تكون علاقه تبادليه او الند بالند ( خد وهات مش هات وهات بس ) ولن يحدث هذا الا بشعورنا بأهمية حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا وان عوامل الضعف اللي بتمر بها الان بسبب اهمالنا لها
فبتمسكنا بدينا وقوميتنا وعاداتنا الصحيحه ( ونركز علي الصحيحة جدا ) وإلغاء العادات الخاطئة والتعصب الاعمي والاستفادة من كل جديد بما يتماشي مع تقاليدنا واسلامنا .
والابتعاد عن الهلث وراء كل ما يصدر عن الغرب سواء كان مناسب او غير مناسب لمجرد انه وارد بلاد التقدم
لابد ان تحدث العولمة في مضمون لان غير ذلك هو صورة من صورة الاستعمار الاكيد ..

١:٤٢ ص

الموت وأشكال اخري


ماهو الموت ؟!

هل هو الرحيل الي العالم الاخر !!

فالعديد ممن عرفناهم ورحلوا عن عالمنا مازالوا يعيشون بداخلنا

وزكراهم خالدة داخل النفس والوجدان .





اذن ماهو الموت



هل الحي الميت يدخل في عداد الاموات !!



هناك الحي ميت الضمير

وهناك الحي ميت المشاعر

والحي ميت الانسانيه

والحي بلا زاكرة

والحي بلا دين

والحي بلا بصيرة

والحي بلا قلب







وهناك الحي بكل ماسبق معا



السؤال هنا ...



هل يعتبر ذلك الحي حياُ!!



في انتظار الاجابه





رسالة :



الي كل من اعرفهم و رحلوا عن عالمي ..

لم انساكم ابدا , فأنتم نقوش حفرت في الزاكرة

سامحوني ان كان هناك تقصير

اعياني كثرة الفراق فلم اعد اتحمله

اشتاق لرؤياكم جميعا

ادعو الله لكم بالعفو والمغفرة